* يوم السبت الماضي قرأت في جريدة "الرياض" نبذة عن حياة جيفري دامر المواطن الأمريكي المتهم بأكل أحد عشر شاباً. وكان جيفري قد بدأ أكل لحوم البشر منذ أوائل التسعينات وكان يحتفظ ببقايا ضحاياه في الثلاجة. وما لفت انتباهي انه برر فعلته بأنه كان يأكل ضحاياه بدافع حبه لهم، وانه حين يحب شخصاً ما يشعر بدافع قوي للاحتفاظ به بداخله!!
هذا المنطلق العجيب لم اسمعه لأول مرة؛ فرغم أن أكل لحوم البشر ارتبط في أذهان الناس بالتوحش والبدائية. إلا ان معظم المجتمعات والقبائل التي تمارسه هي في الحقيقة مجتمعات سوية تمتاز بالوداعة والتحضر!!
.. ولو أخذنا جولة "حول العالم" لمعرفة أسباب هذه العادة وظروف نشأتها لذهلنا لحسن النية وسذاجة التبرير التي يبديها من يمارسها:
< ففي شرق الهند مثلاً كانت تنتشر عادة أكل الوالدين بسبب شدة احترام الأبناء لهما ولكي لا يهانا بدفنها في التراب!!
< ولدى قبائل الدييري يؤكل الأقرباء وذوي العاهات والعجائز بحجة أن ذلك يضمن الاستقرار لأرواحهم المعذبة.
< وفي عشائر "البوتوكودوس والميورونا" الهندية كانت الأمهات يأكلن أولادهن المتوفين بدافع العطف والحنان..
< ولدى القبائل السوداء في غينيا الجديدة كان الأقرباء يأكلون من يحبون اكراما لهم من أن يصبحوا طعاما للدود والحشرات!
< وكان سكان جزر بانك بميلانيزيا يعتقدون كغيرهم أن أكل أعضاء معينة يورث خصائص ممتازة؛ فأكل القلب مثلاً يورث الشجاعة وأكل العين يورث الحكمة وشرب المخ يورث الذكاء والفطنة..
< أما عشائر الأيروكوا الهندية في شمال أمريكا فكانت تحرص على أكل الشجعان من القبائل المنافسة لعل شجاعتهم تنتقل إلى أفراد القبيلة!
< وفي قبائل أستراليا الوسطى كانت تذبح البنت الصغيرة ليأكل منها أبوها العجوز أو أخوها المريض كي تنتقل الصحة والقوة إليهما.
< وكانت عشائر الأزنك في المكسيك تقوم بذبح 5000قربانا بشرياً كل عام وكان الشعب يحرص على تذوق شيء منها..
< وكان سكان جزر هيربيد الجديدة لا يأكلون سوى المجرمين منهم كعقاب لهم.. وردعا لأمثالهم!!
< وجرت العادة في بعض القبائل الافريقية على أكل الأعداء بدافع الانتقام والاهانة وليس بدافع الجوع والتوحش!!
ومن خلال هذه العادات يتضح ان أكل لحوم البشر كان يحدث غالباً بدافع عقائدي استثنائي وليس بسبب الجوع أو الحاجة إليه.. وطبعاً هذا لا يتعارض مع وجود ظروف استثنائية اضطر فيها البشر لأكل بعضهم البعض بدافع الجوع أو الخوف من الهلاك؛ ولكن حين يقوم شخص ما ـ من مجتمع مترف ـ بفعلة كهذه فهو غالباً مصاب بحالة نفسية تدفعه لالتهام من يحب (والاحتفاظ به بداخله)!!.
تذكر معي كم مرة سمعت أماً تداعب طفلها بجملة كهذه: "يا ناس على طعامته، نفسي أكله!!؟.
... البعض يأخذ الأمور على محمل الجد!
هذا المنطلق العجيب لم اسمعه لأول مرة؛ فرغم أن أكل لحوم البشر ارتبط في أذهان الناس بالتوحش والبدائية. إلا ان معظم المجتمعات والقبائل التي تمارسه هي في الحقيقة مجتمعات سوية تمتاز بالوداعة والتحضر!!
.. ولو أخذنا جولة "حول العالم" لمعرفة أسباب هذه العادة وظروف نشأتها لذهلنا لحسن النية وسذاجة التبرير التي يبديها من يمارسها:
< ففي شرق الهند مثلاً كانت تنتشر عادة أكل الوالدين بسبب شدة احترام الأبناء لهما ولكي لا يهانا بدفنها في التراب!!
< ولدى قبائل الدييري يؤكل الأقرباء وذوي العاهات والعجائز بحجة أن ذلك يضمن الاستقرار لأرواحهم المعذبة.
< وفي عشائر "البوتوكودوس والميورونا" الهندية كانت الأمهات يأكلن أولادهن المتوفين بدافع العطف والحنان..
< ولدى القبائل السوداء في غينيا الجديدة كان الأقرباء يأكلون من يحبون اكراما لهم من أن يصبحوا طعاما للدود والحشرات!
< وكان سكان جزر بانك بميلانيزيا يعتقدون كغيرهم أن أكل أعضاء معينة يورث خصائص ممتازة؛ فأكل القلب مثلاً يورث الشجاعة وأكل العين يورث الحكمة وشرب المخ يورث الذكاء والفطنة..
< أما عشائر الأيروكوا الهندية في شمال أمريكا فكانت تحرص على أكل الشجعان من القبائل المنافسة لعل شجاعتهم تنتقل إلى أفراد القبيلة!
< وفي قبائل أستراليا الوسطى كانت تذبح البنت الصغيرة ليأكل منها أبوها العجوز أو أخوها المريض كي تنتقل الصحة والقوة إليهما.
< وكانت عشائر الأزنك في المكسيك تقوم بذبح 5000قربانا بشرياً كل عام وكان الشعب يحرص على تذوق شيء منها..
< وكان سكان جزر هيربيد الجديدة لا يأكلون سوى المجرمين منهم كعقاب لهم.. وردعا لأمثالهم!!
< وجرت العادة في بعض القبائل الافريقية على أكل الأعداء بدافع الانتقام والاهانة وليس بدافع الجوع والتوحش!!
ومن خلال هذه العادات يتضح ان أكل لحوم البشر كان يحدث غالباً بدافع عقائدي استثنائي وليس بسبب الجوع أو الحاجة إليه.. وطبعاً هذا لا يتعارض مع وجود ظروف استثنائية اضطر فيها البشر لأكل بعضهم البعض بدافع الجوع أو الخوف من الهلاك؛ ولكن حين يقوم شخص ما ـ من مجتمع مترف ـ بفعلة كهذه فهو غالباً مصاب بحالة نفسية تدفعه لالتهام من يحب (والاحتفاظ به بداخله)!!.
تذكر معي كم مرة سمعت أماً تداعب طفلها بجملة كهذه: "يا ناس على طعامته، نفسي أكله!!؟.
... البعض يأخذ الأمور على محمل الجد!